هي أمواجٌ تأخذني,تحملني وترميني هناك,على صخور هذه الحياة العاتية.هي أمواجٌ هائجةٌ لا تسألك حتى مَنْ أنتَ,أو كيفَ أنت…؟
إعلان Zone 4
تتخبط في كل شيء تلامسه,تعلن ثورة ,تريد أن تقول لك شيئاً,لكنَّك لا تفهم ، ولن تفهم سوى ثورتِها ودوَّامتها ، وذاك الغضبِ المنبعثِ من هديرها…!.
يحيرُّك زبدُها الأبيضُ المتلاشي مع كلِّ تخبطٍ وصراع…!.
في تلك الليلةِ…! وأنا على تلك الشُّرفةِ ، أدهشني ذلك التشابهُ ، وذينكَ الانسجامُ مع الذات,إنها تشبهني تماماً لا بل ، أنا ذاك الموجُ المتخبِّطُ , الدَّائمُ القول : إلى أين نمضي…!
إنه العذابُ ، والألمُ المرافقُ لرحلةِ المعرفةِ والتمايز ،وربما الاختلاف.يقوى,يشتد الألم ويتعمق الفراق حتى يجدوكَ ، كما هي العادة ,ثائراً كالبحر…!.
كيف يستكين ذاك البحر,وكيف تهدأ أنت…!.
وأنت…,
أنت يا من تحمل عذاباتِ الرُّسُلِ ، وتلك الآهاتِ المنبعثةَ من أعماق الصُّخور المتفتتة, وتصير معها مجداً,صلاةً وقداسة…!.
إنها الصُّخور تشتكي,صفعاتِ تلك الامواج ِالهادرةِ ,وكلُّ شيءٍ فيك ثائرٌ ، لكنها تأخذني وترميني ومثلها أتكسر…!.
وها هو قلمي المواسي تلك الاحزان ، وأنت تخطو في طريقٍ تعاني فيهِ مرارةَ الصَّمت الذي يحمل كلَّ المفرداتِ والمعاني,كلَّ الأسماءِ ، والمدن وكلَّ زبد هذا البحر, بعد ان يحدثك ويروي لكَ ، ما سر هذا الصمت…!
في الأمس ، قلتُ حُكم عليك أن تموتَ صامتاً ، وأن تمشيَ في طريقٍ مليء بالضَّباب ، تتحسَّسُ فيه نورَ الخلاص, فلا الطريق عاد يعرف الطريق ، ولا الخطوات تعرف طريقها ، وأنت يا أنت,ما زلت دائمَ البحث عن جوابٍ لذاك السؤال ، و عن سرِّ ذيَّاكَ الصَّمت…!
أجلْ…! ؛ حُكمَ عليك أن تواسيَ روحكَ ، وصمتك َ ، وتلك الحشجرجاتِ الصدرية …!.حُكِمَ عليك أن تستمرَ في البكاء من دونِ دموع البشر؛ ربما دموعك أمست زبد ذلك البحر,وربما هناك من يستخلص بعضاً من عِبر ، أو ربما ستبقى أنت وأنت, غير هؤلاءِ النَّاس ، و غير البشر…!
ستبقى يا بحر…,وسوف تبقى تعصفُ في ذاتك,هادراًً وتخبئ وراءَكَ آلافَ الأسرار الصامتة,تحيرنا وتدعونا للتساؤل مراراً وتكراراً : ماذا وراء البحر؟؟؟!.
لكن يا بحر…،
إسمح لي أن أحط في مدينتي,ربما وجدت إسمي وعنواني ومكاني…
وربما هذه الشرفة ، أعانتني من جديد وأنا أراقبك, عبر أمواجك المسافرة في كل حين,أن أسافر معها كي تأخذني وترميني إلى حياةٍ وشمس جديدتين…!!!
حسين جمعه h-jumaa64@hotmail.com
إعلان Zone 5